السودان.. الجيش يتصدى لأعنف هجوم على الفاشر وسط تعمّق الأزمة الإنسانية

شنّت قوات الدعم السريع، هجوماً واسعاً ومتزامناً على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان، من ثلاثة اتجاهات، عُدّ الأعنف من نوعه منذ شهور، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على مواقع قوات الجيش السوداني في وسط المدينة، وفق مصادر محلية.
تجددت، اليوم الاثنين، المواجهات العسكرية بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، وأكدت مصادر ميدانية تمكن الجيش من صد الهجوم الذي شنته الدعم السريع من عدة محاور.
وخَفَتَت خلال الأسابيع الماضية المعارك البرية المباشرة بين أطراف النزاع حول الفاشر، لكن الدعم السريع واصلت قصف مواقع عسكرية ومدنية داخل المدينة المحاصرة باستخدام المدفعية الثقيلة والطيران المسيّر، ما نتج عنه سقوط عشرات الضحايا من المواطنين.
وبدأت المعارك، صباح الاثنين، بقصف مدفعي عنيف شنته الدعم السريع، طال أجزاء متفرقة من الفاشر، بما في ذلك قيادة الفرقة السادسة مشاة، ومخيّم أبو شوك للنازحين، والمطار، علاوة على ارتكازات الجيش والقوة المشتركة في محيط السوق الكبير وسوق المواشي.
وقالت مصادر محلية: "إنه بعد وقت وجيز من توقف القصف المدفعي والهجمات الجوية، شنت الدعم السريع هجوماً هو الأعنف من نوعه شمل ثلاثة محاور: الأول في الجانب الشرقي، حيث دارت معارك عنيفة ضد الجيش في محيط سوق المدينة الكبير وحجر قدو، كما هاجمت القوات مواقع متقدمة للجيش في الجزء الجنوبي الشرقي، علاوة على معسكر أبو شوك في المحور الشمالي"، بحسب موقع "سودان تربيون".
وقصفت طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع أربعة مواقع على الأقل داخل الفاشر، نتج عنها تصاعد كثيف لأعمدة الدخان.
وقال المُتحدث باسم القوة المشتركة في بيان: "إن الدعم السريع استخدمت في هجومها على الفاشر نحو 543 مركبة قتالية تم تجميعها قبل عدة أسابيع في مخيّم زمزم للنازحين الذي احتلته القوات قبل أشهر وحولته لقاعدة عسكرية".
وأعلن عن تكبيد القوة المهاجمة خسائر فادحة شملت قتل أكثر من 200 عنصر وحرق 16 سيارة قتالية مع استلام مايزيد عن 30 أخرى.
وكشف المتحدث عن مشاركة عناصر من حركتي تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، علاوة على مجموعات تابعة لفصيل الطاهر حجر في تجمع قوى تحرير السودان.
من جهته، أعلن حاكم إقليم دارفور "مني أركو مناوي"، في تغريدة على منصة “إكس” التصدي للهجوم بنجاح.
وقال: "من يخبر مليشيا الدعم السريع أن محاولة دخولهم فاشر السلطان ليست سوى تذكرة ذهاب بلا عودة".
وهنأ مناوي، الذي يُشرف أيضًا على القوة المشتركة، المقاتلين داخل المدينة بانتصارهم على "مليشيا الجنجويد" في المعركة التي قال إنها حملت الرقم 227.
واتهم مناوي القوات بتجويع الأطفال والنساء وكبار السن وسط صمت العالم، وتراجع من كانوا يُعتبرون إخوة في الخنادق عن وعودهم، وفق تعبيره.
وأردف قائلاً: "لكن عزيمتنا لن تلين، ورايات النصر ستظل ترفرف حتى يُطهَّر تراب الفاشر وكل مدن السودان من رجس هؤلاء المجرمين".
وبثّت منصات تابعة للقوة المشتركة مقاطع فيديو أظهرت تدمير عدد من المركبات العسكرية ومقتل عناصر من الدعم السريع.
وبالتزامن مع المواجهات المسلحة بين أطراف النزاع في عاصمة شمال دارفور، نفذت مجموعات متفلتة عمليات نهب واسعة طالت متاجر سوق “نيفاشا”، الأوحد الذي يعمل داخل الفاشر، بعد أن طردت التجار والمواطنين منه.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيان: "إن الفاشر انتصرت مجدداً رغم الحصار والجوع، وتكتب من جديد فصول البطولة والثبات".
وأهابت التنسيقية بكل السودانيين في الداخل والخارج أن يكونوا على قدر هذا الحدث الجلل، وأن يتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية والوطنية كأقل تقدير، والمطالبة بفك الحصار والتبرع للمطابخ الشعبية التي تصارع شح الموارد وتعمل بلا كلل وسط النيران.
ومع تجدد المواجهات الدامية بين الجيش وحلفائه ضد الدعم السريع في الفاشر، تعيش المدينة على وقع أزمة إنسانية ومعيشية كبيرة بسبب انعدام السلع الغذائية والدوائية، بعد تشديد الدعم السريع الحصار على المنطقة ومنعها وصول الإمدادات الغذائية للسكان الذين يتضورون جوعاً.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر، كآخر معاقل السلطة المركزية في إقليم دارفور، حيث تقود منذ عامين مواجهات عنيفة يتصدى لها الجيش وحلفاؤه باستمرار. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد المفوض العام لوكالة الأونروا "لازاريني" أن الاحتلال الصهيوني يمنع دخول الصحافة الدولية إلى قطاع غزة منذ نحو 20 شهرًا، في خطوة تهدف إلى إخفاء الحقائق عن مجريات العدوان والمعاناة الإنسانية في القطاع.
أكدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحماية المدنيين "ألبانيزي" أن السردية الصهيونية بأن "جميع الفلسطينيين إرهابيون" فقدت مصداقيتها أمام الرأي العام العالمي، مؤكدة أن هذه المزاعم لم تعد تنطلي على أحد.
أعلنت السلطات الإسكتلندية عن إحباط هجوم إرهابي كان يخطط له فتى يبلغ من العمر 17 عامًا ينتمي إلى جماعات نازية جديدة، استهدف فيه مركز إنفيركلايد الإسلامي في مدينة غرينوك، غرب إسكتلندا.
استمر نظام الاحتلال الصهيوني بارتكاب المجازر الجماعية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة لليوم الـ676 على التوالي وسط صمت دولي فاضح.